بينما كانت.. بقلم ✍️ الكاتبة ✨Lama Jallad

بينما كانت جالسةً على ضفاف النهر تملىء جرتها بالماء بدأت  تدندن بصوتها العذب الشجي تلك الاهازيج الشعبية وسط صمت مطبق كان كل الكائنات تستمع بأذان صاغية لتلك الاهازيج وتترنم على صوتها النقي وهي ترتدي ثوباً مطرزاً محاك بخيوط حريرية انيقة اللون وتضع فوق رأسها وشاح ابيض مطرز بخيوط قصب ذهبية اللون ويتسلل خصلات من شعرها الحرير كأنها تتراقص على ايقاع نسمات الهواء العليل وداعبت تلك النسمات وجنتيها فزادها جمالا واشراقاً انها الفتاة الفلسطنية جمالها الممزوج بين جمال الشرق وسحره وعنفوان العزة والكبرياء تنظر بعينيها الثاقبتين نظرة تحدي كل الاهوال كأنها تقول انا اخت الرجال مثل شجرة الزيتون ذات الجذور الراسخة والشامخة وقامت تمشي بخطوات ثابتة بقوامها الممشوق واضعة الجرة فوق رأسها والزهور من حولها تنحني لهذا الجمال والشموخ لوحة فنية ساحرة تعجز عن رسمها فرشاة اعظم فنان حيث تأخذنا الى عبق الماضي الجميل الزاخر بتراث اصيل وتاريخ عريق يحاول عدونا طمس هويته ليصبح صورة باهتة لا جمال فيه