التسامح.. بقلم ✍️الكاتب & & عمر أحمد العلوش

(التسامح )

قالوا أخمد النار بالنار، هذه مقولة و فكرة تنطوي على مبدأ غير مسالم ، فيه دعوة لمقابلة الإساءة بالإساءة ، وقالوا لايفل الحديد إلا الحديد ، وهذا يصب في نفس البوتقة ونفس المفهوم ، وقالوا إقتل الظلم بالظلم ، هذه أقوال عرجاء تعتمد على الغاية تبرر الوسيلة .

ان إعملنا لهذا المبدأ يُحيل المجتمع الى مجتمع انتقامي ، يفقدنا إنسانيتنا .

وإن إعتماد مبدأ المقايضة ومقابلة الإساءة بالإساءة هو مبدأ هدام و

مبدد لكل القيم الراقية من مسامحة

 وعفو وإحسان .

 وإن من نتائج مقابلة الإساءة بالإساءة أنها تذكي نار العداوة والبغضاء .

فما بالك بأن تقابل السرقة بالسرقة ، والشتيمة بالشتيمة ، والاعتداء على الاعراض بالمثل ، أو القتل بالقتل ، هنا يسود الجهل المطبق ، و التحلل والتملص من كل القيم والاخلاق .

وإن إعمال هذا المبدأ يجعل باب المغالة مشرعاً للظلم والتمادي به و جعل المثل العامي: (رد الصاع صاعين) سائداً . 

إن مبدأ مقابلة الإساءة بالإحسان  هوخلق رفيع ،  من فوائده أن الخصومة تتحول إلى محبة وقرب وصداقة حميمة .

وهذا الخلق ينطوي على الصبر على ماتكره النفس بطبعها ، وهذا يتعلق بكل نفس على حده  من علم وتربية وتهذيب للذات .

إن من الأخلاق أن تسامح ، ومن مكارم الأخلاق أن تعفو وتغفر .

قال تعالى : وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) فصلت .

نعم المتسامح هو الأرقى والأقوى