مقالات تائهة... بقلم 🖋️ الشاعر ✨✨ Hassan Jaara
مقالات تائهة...
قالت غاليتي:هات حدثني عن الوصايا...هل هي كتابة ينقشها اﻵدمي على صخور عذاباته؟أم هي أحاديث يتناقلها الوارثون ؟وما جنس الوصايا ؟وكيف نكتبها؟!!!...
غاليتي ،أراك تسألين عن خلود يحتوي كل النعوت ،عن سطور تختزل بين حناياها مسافات السنين العابرة ،او أنك أردت الوقوف في محطات الانطلاق ،وهجران الاقامة ...هذا توصيف الوصايا فهي زائرة تولد يوم الرحيل ،تقف عند قبورنا ،تودعنا هناك لتعود ادراجها حيث تساكن اشياءنا ،وتلازم احاديث وصور ارتسمت فوق وريقاتها كتماثيل تؤكد عبورنا ووجودنا ...
نوصي حين ندرك زوال اجسادنا،فنولد ارواحا"تعوم في انحاء إقامتها السابقة بقدر مساعيها ونتاجها،فلو اوصينا بالحب نحيا في قلوب العاشقين ،ولو اوصينا بالجد نخلد في كتب الكادحين...
واعلمي غاليتي ،أن الوصايا همزة وصل واتصال،وهي تداخل البقاء بالفناء،لدى الادباء والشعراء تكون قصائد وكتابات ،ولدى العلماء والفقهاء عبر واجتهادات،ولدى الوالهين شغف وقبلات خالدة فوق سعي الشمس،وسهاد القمر ،...
هي قطرات ندى صباحي تلثم وجوه محبينا،وتؤنس نفوس المشتاقين إلينا...وهي أيضا" مشاعر واحاسيس لم تدونها الانامل ،وإنما غرسنا بذارها في عقول أحبتنا علها تنبت سنابل الذكريات الطيبة الصادقة...
فيا غاليتي أوصيك أن تحملي عشقي المسجى داخل نعشي ،وتدفنيه في احدى ازقة شرايينك،وارحوك لاتبكي يوم احتضاري ﻷني أسكن ماءك فأخشى أن اتدحرج فوق خديك ويصيبني الجفاف...
والوصايا دائما"ما ترنو ﻷذن واعية،وقلوب وفية...

تعليقات
إرسال تعليق