لوحة من خوف.. بقلم ✍️ الشاعر ✨✨ محمد محمود البراهمي
لوحة من خوف
*************
لمحت الخوف في عينيك
يتسرب إلى أركان الوادي
كان يتحرك في سكون الضحى
في شرايين الشمس
يميل جهات الورد
ليأخذ العطر منه لقلبي
ويخرج إلى جهات البلاد الآخرى
ليرونه في المنام حلما
بصوت النظرة المملوءة بالشوق
صوبت همساتي في نظرة ودعاء
على ربوة كاتمة سر المشاعر
وكنت خائفا أن يخونني الظن
كيف أعزّز شعوري المكابر
وأخرج من دوامة الوهم؟
كيف أجعل وقتي يضحك
وهو في لوحة باكية؟
على حزن لا يقاومه البكاء
لم تكن لغتي جديدة المعنى
لم تكن حاجتي لأجنحة الوقت
مثلما تلك الساعة
كنت أخاف نبرة الريح
تأخذني لمتسع في طرقات الزمان
تذكّرتك يا أنت الآن
قمر من حوريات الليل
حلم يعزف فوق نايات الجسر
قطعة من فردوس
تحمل صباحات ومساءات النور
على مفردات اللغة تمكث
حين غادرت الوهن على عجل
نزف سكون القلب دما
وكسرتني آهات العتب
على نبرة في سياق الهم أسير
ناديتها من بعيد
ويمين قلبي يرتعد
من قلق الروح في صدري
من شروخ أحلت بجسور الرؤية
من شهقات عاتية
أدركيني يا ماء الحياة
أدركيني
قبل النزول لبرد الهاوية
كانت تسير على جسر العودة
تميل بكفها على نهر الذكريات البعيدة
تأخذ من سقف اللغات حروفا
لحلم آخر
رأيتها تنسخ من قلبي طفلاً
لا تأسف ياصديقي عذرا
إن قتلتك مرتين بلا دماء
فليس هنالك جريمة في الشوق
يسمونها الموت
خذ ما تبقى من رذاذ الروح
وتعال على براق الدعاء
كيما تعود في هذا الوقت
بصواب الموت الجديد
نبرق لنهاية المنتهى
لآخر سموات الرؤية
للذكريات الشبيهة المنتهية
في ممرات القبور
على صوت الموتى نرقص
حين يقف الوقت
وهم يدخرون أحلامهم
في غيابات جب
ويمرون إلى شارع قديم
في حدود المتسع
من مساحات السماء
كان حلمنا معا على شجرة
مكتوب في كتاب الرحيل المعجل
هنالك سطرنا مواجعنا وكنا نضحك
على أن تلك دعابة وقت
انتبهنا ونحن في محنة كأس
نصرخ على الجسور الطويلة
وهوى كل شئ في انحدار
انتظرتكِ تحت أقواس الدهشة
لم تكن لغتي غير دمع الشوق
تعذبني الذكريات وأنا أسقط
من خطوتين وهمسة
أسقط على بعد نبضة قلب
حين يداهمني ظلك
على مفترقات النهاية
الشاعر محمد محمود البراهمي
تعليقات
إرسال تعليق