مَرَضُ المَقْدِسِيَّةِ.. بقلم 🖋️ مِدحٌتُ الجَعٌديِّ
مَرَضُ المَقْدِسِيَّةِ
أَنا مُصابَةٌ بِمَرَضِ المَقْدِسِيَّةِ
هَلْ سَمِعْتُمْ عَنْهُ سابِقًا ؟
هُوَ مَرَضٌ يَنْتَقِلُ عَبْرَ الشُّرْبِ مِنْ مِياهِ آبار المَسْجِدِ الأَقصى
كُلُّ مِنْ شَرِبَ مِنْهُ في طُفولَتِهِ أُصيبَ بِهذا المَرَضِ العُضالِ
لا دَواءَ يَشفي وَلا عَمَلِيّاتٌ مِنْ جَرّاحينَ تَصْلُحُ لِلتَّخفيفِ مِنْ أَعْراضِهِ
يَحتاجُ المُصابُ لِجَوْلَةٍ في البَلْدَةِ القَديمَةِ أَوْ صَلاةٍ في المَسْجِدِ الأَقْصى
أَوْ كَأْسٍ مِنَ الشّايِ أَوْ فُنْجانَ قَهْوَةٍ عَلى دَرَجاتِ بابِ العَمودِ
أَوِ المَشْيِ في حَيِّ وادِ الجَوْزِ أَوْ رُكوبِ الدَّراجَةِ في حَيِّ البَقْعَةِ
أَوْ أَخْذِ صورَةٍ مَعَ الأَولادِ في حارَةِ السَّعْدِيَّةِ أَوْ فِيلْمٍ قَصيرٍ
ما بَيْنَ بابِ الأَسْباطِ وَالجُثمانِيَّةِ أَوْ رِياضَةِ الرَّكْضِ
ما بَيْنَ الشَّيْخِ جَرّاحٍ وَشارِعِ نابُلُسَ أَوِ الهَرْوَلَةِ ما بَيْنَ حوشِ العَدَسِ
وَزِقاقِ البَوْسِ أَوِ التَّنَزُّهِ في عَيْنِ كارِمٍ أَوْ لِفتا أَوْ صطاف أَوْ عَمَلِ فَعّالِياتٍ
في حَيِّ البُسْتانِ في سِلوانَ أَوْ أَخْذِ الطَّعامِ مَجّانًا مِنْ تَكِيَّةِ خاصكي سُلطان
لِلمَقْدِسِيَّةِ أَعراضٌ خَطيرَةٌ بِالسَّفَرِ حَيْثُ تَرِتَفِعُ حَرارَةُ الحَنينِ
وَتُصيبُ المَريضَ رَعْشَةُ شَوْقٍ لِلأَحياءِ وَالحاراتِ وَالأَزِقَّةِ وَالعَقَباتِ
وَيَخْتَلِجُ الفُؤادُ هُناكَ حَيْثُ يُذْكَرُ أَمامَنا كَعْكُ وَفَلافِلُ القُدْسِ
وَصَحْنُ الحُمَّصِ والفولِ وَالمُسَبَّحَةِ مِنْ مَطْعَمِ أَبي شُكْري
وَالبُنُّ العَدَنِيُّ مِنْ مَحَلّاتِ صَندوقَةَ وَالتَّسالي مِنَ السَّمانَ
وَخَلْطاتُ البُهاراتِ وَالزَّنْجَبيلِ وَالعَسَلِ مِنَ المُؤَقِّتَ
وَرائِحَةُ النَّعْناعِ وَالبَقدونِسِ وَالمَرْيَمِيَّةِ في شارِعِ صَلاحِ الدّينِ
أَوْ في شارِعِ السُّلطانِ سُلَيْمانَ أَوْ عَلى دَرَجاتِ
وَبَلاطِ بابِ العمودِ المَقْدِسِيَّةُ هِيَ المَرَضُ الوَحيدُ
الّذي نَسْأَلُ المَوْلى أَلّا يَشفينا مِنْهُ وَنَشْكُرُهُ كُلَّما اشْتَدَّتْ أَعْراضُهُ
اللهمَّ فَرِّجْ عَنِ المَسْجِدِ الأَقْصى مِنْ دَنَسِ الكُفّارِ وَعَنِ القُدْسِ وَأَهلِها
آمينُ يا رَبَّ العالَمينَ
رَاقُتُ لي جداً
مِدحٌتُ الجَعٌديِّ
تعليقات
إرسال تعليق