خيط من دخان... تنصّله الحر..... بقلم ✍️ الكاتب & & محمد الظفير ابوعدي
خيط من دخان... تنصّله الحر....
وحيدا تسلكه الاطياف .....
لعبور صمت رمال...
تحرسها ثعابين نائمة....
على ظلالها
وشم من ماء.... يقودهم لمستقر الحريق....
تتطاير شعلة باردة....
في عمق الصدى...
تنمو قشعريرة الوجل....
على حبال الهوى...
فيستعين الجبان بالصفير الاصفر....
اللهيب في كل مكان....
اللهيب احمر في اليسار....
اللهيب أصفر في اليمين...
النار تقترب من الثعابين....
الثعابين تنفث السموم...
جمعت همومي في قبضتي.....
ما تبقى من أشلائي....
على كتفي....
المعقوفة تشد أزري....
الوحل يبتسم لخطواتي الثقيلة....
هناك وراء الحريق من ينتظر؟....
هناك وراء الحريق من يحترق؟...
هناك وراء الحريق كيف أخترق؟....
هناك وراء الحريق قد أحترق.....
قد تحترق بين أصابعي أسفاري....
كتبتها بدمعي.... ختمتها بالأنين...
لا رجعة لي.... ضباب الحرائق يغزو طوفان الاغتراب....
لا رجعة لي.... تلوين تشردي يتهادى بباقي الاعطاب....
لا رجعة لي.... طلعة أحلامي بها شجون....
هنا ك وراء الحريق وردة.... هائمة تتخلى عن لونها....
تتبرأ من عطرها الفواح ....
مقابل رشفة أمل....
عيونها على المدى....
حتى لا يفوتها بالسلام....
قد تمنحه عروقها....
لتتلو معه أناشيد البقاء....
على رمش الصقيع...
وكساقية تنسج من خرير المياه حكاية للنسيان...
تبعد جداولها عن لغط الروابي الكليم....
عصفورة ترتعش عارية....
أمام حفار القبور....
حسبه منتهى الامل....
فتدوسها أقدام الجياع....
أنا أقترب للحريق...
على متن خرافة صفراء....
يقبع ظلي مذعورا....
يهادن ذيل الطريق....
تعزف ناري تقاسيم الشرود.... مزهوة بقدوم الهزيع....
فكلما سقطت القبلات من عين القمر....
تعالت زفرات الانين....
يسقط من قبضتي حلم... تأكله النار...
يزيدها اشتعالا آخر...
حتى اليقظة....
ثم أعود أمضغ التشفي بالجمر ...
فما مرّ طيف إلا واحترق...
يرقص الصمت لقهقهات الثعابين....
بين الكتل....
حتى آخر ثمالة... لحبات الرمل...
فتشهق وردة الحريق...
آخر شهقة.... وساقيها للنار....
هناك وراء الحريق.... تستدرجني طلقات الغدر للرحيل....
خارج عدميتي.... لأمسح رسب السراب....
عند منتهى العشق الاخير....
وتستهتر بالحيّل عيون البوم.....
لما أضع صبابتي على ضريح الوقت....
أسعد بصلاتي على مهلٍ...
كلما أقترب من الحريق....
يستهويني تراب الارض بدفئه....
فتتملكني شهوة الاحتراق بناري...
أنا أقترب....
بؤرة الحريق تمدّ لسانها لغدير
من رضاب الفراشات الشاردة....
أنا أقترب.... أحاول مسك خيط دخان.... قادني لتعاسة الاكتواء...
تعرق يداي.... فأمسك عجينا. يغرق قدماي....
في وحل شهوات منسية....
أنا أقترب... الحريق يقترب من وشم صدور الاطياف بالسواد....
..
..ابوعدي
تعليقات
إرسال تعليق