(حديث الأرواح ).. بقلم 🖋️ الكاتب ✨✨ عمر أحمد العلوش

(حديث الأرواح ) لا أعرف إن كان التواصل دائماً يعكس ما في داخلنا. بل أكاد أجزم أن أغلبه لا يفعل. فكم من رسالة كُتبت لرفع الحرج، لا للحنين، وكم من مكالمة تمّت بدافع الواجب، لا الشوق. لذلك، لم أعد أُعوّل على الوصل، ولا أستند إلى صدى الكلمات لأقيس حجم المحبة... صرتُ أؤمن بأنّ حديث الأرواح، ذاك الذي لا يُقال، أصدق، وأعمق، وأكثر رحمة. فكم مرة تداخل الحلم بالواقع، وتكسّرت الأسئلة داخلي.أتذكر بعض التفاصيل... فتمتد ابتسامة حزينة على وجهي. تمرّ الذكرى سريعاً، وأقف عندها، دون أن أجرؤ على مدّ يدي نحوها. كأنّني أعرف، أو ربما أخاف، أن تفتح باباً لا طاقة لي على ما خلفه. أحياناً، أُحدّق بخيالي بصمت... يُفهم ما لم أكتبه، ويُسمع ما لم أقله. أتخيل وأفكر ألف مرة قبل أن أفعل أي مغامرة. أو رسالة مشفّرة، أو عبءٌ قد يُساء فهمه. أعرف كم تخشى أن تُؤذي، حتى بنية طيبة.وأنا كذلك، أخاف أن نقترب فننكسر . لذلك، أحتفظ بها في مكان هادئ في روحي ، لا يزاحمه أحد. مكان لا يحتاج إلى تواصلٍ يومي، ولا إلى إشعارات تُخبرني ما زالت هنا... هنا...في الذكرى، في الحلم، في صدى الحنين، في لحظةٍ مرت ولم تذهب، في مكانٍ خفي لم يمسّه...